نفحات ايمانية
اعد العدو عدته واخذ اهبته ، ووتر سهمه في كبد قوسه ثم اطلقه فاصاب الهدف ، وما هي الا لحظات ..حتى سرى السم الى الجراح ، فصارت جوارح .. اللسان تكلم ، والقدم سعت ، والجسد انتفض ، ودارت العجلة :
نظرة .. فابتسامة .. فسلام
فكلام .. فموعد .. فلقاء ..
كان اصحاب الرسول لا يطيقون فراقه ، ولما كانت الدنيا دار فراق ، وهم لا يشبعهم منه غير الخلود ، طلبوا صحبته في دار الخلود ، وقدموا الثمن ..
الصديق قدم صدقه ...والفاروق قدم عدله ...وذو النورين قدم ماله ...وعلي قدم روحه يوم هجرة الحبيب
...... هذا ما قدموا ، فأين ما قدمت ؟!
يا ساعيا في صلاته : جسمك هنا وقلبك هائم في كل مكان ، صورة بلا روح .. جسد بلا حياة .. عربي النطق اعجمي الفهم ، مثلك مثل من طلب منه الملك جوهرة ثمينة ، لقاء قربه وجعله في الحاشية ،فاشترى حفنة تراب ، و وضعها في سلة قش وقدمها ، فلما راها الملك غضب ، وكان الطرد والابعاد بديل القرب والاسعاد .
اذا اجذبت الارض .. وانقطع الماء عن الزرع .. مد الزرع يد الطلب يستعصي ، وامال الراس خاضعا ، وخلع ثوب الاوراق شاكيا طالبا من الله حرارة الشمس وبرودة الماء ، ولطف الهواء ، واحتضان التربة ، مناديا اياك بلسان حاله : " بي مثل ما بك ولم اقبل على غيره وعلتنا متشابهة .. ولم الجا الى سواه .. خالقنا واحد ولم اطرق باب فقير مثلي .. فتعلم مني " .
سَلَّ المجاهدون خنجر الخوف ، فذبحوا به كبش الكسل ، ففزع النوم وطار ، ودوى في اسماعهم صوت الحق : (هل من داع ) ، فلبوا النداء ، واستنشقت انوفهم عبير الجنة ، حملته رياح الاسحار ، فاستد الشوق وقوي العزم .. ونصبت الاقدام وهطلت الدموع .. الى ان انتهى زمن الزيارة .. وحان وقت الفراغ .. واذن الانس بالرحيل .. طلع الفجر .
لما صبر الورد على الالم .. وتحمل مجاورة الشوك ووخز الابر .. استحق ان يتصدر مجالس الامراء .. ويصبح رمز الحسن والبهاء .. ولا تكاد تجد هدية ارق من الورد
ولما آثر الحشيش السلامة .. صار مرتع الحمير وعلف البهائم .. ورخص وداسته الاقدام .. حتى غدا رمز المهانة
لك مقدار دمع .. ان لم تكفك الدنيا لتذرفه ، ذرفته في الاخرة .
وعندك مخزون حزن .. ان استنفذته في دنياك ، انمحى من ذاكرتك معنى الحزن في اخراك ، وكنت من الذين لا يحزنهم الفزع الاكبر .. ادفع الثمن كاملا اليوم فلا مجال للمساومة .
كلمة الرجال عقد .. فلا تكن سحابة الصيف اثبت من قولك .. ولا يكونن الخط على الماء ابقى من عهدك .. لا تكن ممن وقع العقد ، ثم لا هو يمضي البيع ، ولا هوي ينوي الفسخ .. احزم امرك وخاطب نفسك قائلا لها .. ان كان محمد صادقا فاجيبي المؤذن .. وإلا فراعي الكنيسة يدق ابوابها كل صباح .
ما احلى ان يجد الانسان في صحيفته حسنات لم يتعب فيها .. وان يملا ميزانه بطاعات عملها غيره .. وان يرتقي درجات الجنة بعد ان يواريه التراب .. وذلك بان يعمل اجيرا عند الله تعالى يدل التائهين ليتسلم اجرته في الاخرة : سكنى الفراديس في جوانبي أو صحابي او شهيد .
من حاسب نفسه اليوم ربح .. ومن غفل عنها خسر .. ومن نظر في العواقب نجا .. ومن اطاع هواه ضل .. ومن علم عمل ومن عمل ابصر .. ومن ابصر اعتبر فعلم ان الفضل كله لله .
اعد العدو عدته واخذ اهبته ، ووتر سهمه في كبد قوسه ثم اطلقه فاصاب الهدف ، وما هي الا لحظات ..حتى سرى السم الى الجراح ، فصارت جوارح .. اللسان تكلم ، والقدم سعت ، والجسد انتفض ، ودارت العجلة :
نظرة .. فابتسامة .. فسلام
فكلام .. فموعد .. فلقاء ..
كان اصحاب الرسول لا يطيقون فراقه ، ولما كانت الدنيا دار فراق ، وهم لا يشبعهم منه غير الخلود ، طلبوا صحبته في دار الخلود ، وقدموا الثمن ..
الصديق قدم صدقه ...والفاروق قدم عدله ...وذو النورين قدم ماله ...وعلي قدم روحه يوم هجرة الحبيب
...... هذا ما قدموا ، فأين ما قدمت ؟!
يا ساعيا في صلاته : جسمك هنا وقلبك هائم في كل مكان ، صورة بلا روح .. جسد بلا حياة .. عربي النطق اعجمي الفهم ، مثلك مثل من طلب منه الملك جوهرة ثمينة ، لقاء قربه وجعله في الحاشية ،فاشترى حفنة تراب ، و وضعها في سلة قش وقدمها ، فلما راها الملك غضب ، وكان الطرد والابعاد بديل القرب والاسعاد .
اذا اجذبت الارض .. وانقطع الماء عن الزرع .. مد الزرع يد الطلب يستعصي ، وامال الراس خاضعا ، وخلع ثوب الاوراق شاكيا طالبا من الله حرارة الشمس وبرودة الماء ، ولطف الهواء ، واحتضان التربة ، مناديا اياك بلسان حاله : " بي مثل ما بك ولم اقبل على غيره وعلتنا متشابهة .. ولم الجا الى سواه .. خالقنا واحد ولم اطرق باب فقير مثلي .. فتعلم مني " .
سَلَّ المجاهدون خنجر الخوف ، فذبحوا به كبش الكسل ، ففزع النوم وطار ، ودوى في اسماعهم صوت الحق : (هل من داع ) ، فلبوا النداء ، واستنشقت انوفهم عبير الجنة ، حملته رياح الاسحار ، فاستد الشوق وقوي العزم .. ونصبت الاقدام وهطلت الدموع .. الى ان انتهى زمن الزيارة .. وحان وقت الفراغ .. واذن الانس بالرحيل .. طلع الفجر .
لما صبر الورد على الالم .. وتحمل مجاورة الشوك ووخز الابر .. استحق ان يتصدر مجالس الامراء .. ويصبح رمز الحسن والبهاء .. ولا تكاد تجد هدية ارق من الورد
ولما آثر الحشيش السلامة .. صار مرتع الحمير وعلف البهائم .. ورخص وداسته الاقدام .. حتى غدا رمز المهانة
لك مقدار دمع .. ان لم تكفك الدنيا لتذرفه ، ذرفته في الاخرة .
وعندك مخزون حزن .. ان استنفذته في دنياك ، انمحى من ذاكرتك معنى الحزن في اخراك ، وكنت من الذين لا يحزنهم الفزع الاكبر .. ادفع الثمن كاملا اليوم فلا مجال للمساومة .
كلمة الرجال عقد .. فلا تكن سحابة الصيف اثبت من قولك .. ولا يكونن الخط على الماء ابقى من عهدك .. لا تكن ممن وقع العقد ، ثم لا هو يمضي البيع ، ولا هوي ينوي الفسخ .. احزم امرك وخاطب نفسك قائلا لها .. ان كان محمد صادقا فاجيبي المؤذن .. وإلا فراعي الكنيسة يدق ابوابها كل صباح .
ما احلى ان يجد الانسان في صحيفته حسنات لم يتعب فيها .. وان يملا ميزانه بطاعات عملها غيره .. وان يرتقي درجات الجنة بعد ان يواريه التراب .. وذلك بان يعمل اجيرا عند الله تعالى يدل التائهين ليتسلم اجرته في الاخرة : سكنى الفراديس في جوانبي أو صحابي او شهيد .
من حاسب نفسه اليوم ربح .. ومن غفل عنها خسر .. ومن نظر في العواقب نجا .. ومن اطاع هواه ضل .. ومن علم عمل ومن عمل ابصر .. ومن ابصر اعتبر فعلم ان الفضل كله لله .