¨°°o°°¨]§[° منتديات هجير الجوف °]§[¨°°o°°¨

أهلا وسهلاً بك من جديد في هجير الجوف ،،، أنت غير مسجل لدينا ،، تفضل بتسجيل الدخول أو الإشتراك ...

حياك الله ...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

¨°°o°°¨]§[° منتديات هجير الجوف °]§[¨°°o°°¨

أهلا وسهلاً بك من جديد في هجير الجوف ،،، أنت غير مسجل لدينا ،، تفضل بتسجيل الدخول أو الإشتراك ...

حياك الله ...

¨°°o°°¨]§[° منتديات هجير الجوف °]§[¨°°o°°¨

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
 ::. تجديدات واسعة على منتديات هجير الجوف بمناسبة مرور ثلاث سنوات على انشاء المنتدى .:: | ::. أهلاً وسهلاً بكم وعلى الرحب والسعة .:: | ::. للإعلان أو الطلبات يرجى التواصل عبر الإيميل التالي walhanfek@hotmail.com 

+4
فقدتك
الفهد
فيصل
السيف
8 مشترك

    المحرومون ......المحرومون

    السيف
    السيف
    هجيري جديد
    هجيري جديد


    ذكر
    عدد الرسائل : 16
    العمر : 29
    تاريخ التسجيل : 11/07/2009

    المحرومون ......المحرومون Empty المحرومون ......المحرومون

    مُساهمة  السيف الأحد يوليو 12, 2009 8:24 am

    للشيخ\ابن عباس

    المحرومون

    إذا سولت لك نفسك اتباع شهواتها فانظر إلى أحوال من سبقوك إليها: فكم أبكت هذه المغريات من عين! وكم أدمت من قلب! وكم خلفت من أنين لأشخاص كواهم لهيبها .. ولو أصغت السمع لسمعتْ: ضياع .. لعب .. حيرة .. شهوات .. رغبات .. ضحك .. تيه .. سهرات .. إلى متى؟ إنها شهوات حيوانية، فمن يخصلنا؟! ثم إذا اطلعت على أرصدتهم تجد لسان حالهم يقول: خسرت الجنة ..! خسرت السعادة ..! خسرت الراحة ..! اشتريت النار ..! واحسرتا! نحن المحرومون، فهل من فرصة للعمل والتعويض عما فات؟!

    أحوال المحرومين




    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: أيها الأحبة في الله! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . ينعقد هذا المجلس في ليلة السبت الموافق للحادي عشر من الشهر السادس للعام (1416هـ) وموضوع هذا اللقاء بعنوان: المحرومون. وعفواً أيها الأحبة! وأعتذر أيضاً للأخوات، فلا نجزع من كلمة (محروم) بالرغم من قساوتها، فالكثير منا يشعر بالحرمان، وينال الإنسان من الحرمان بقدر بعده عن طاعة الله، وسأوجه خطابي إلى المحرومين، وسأنادي المحرومين كثيراً فلا نجزع؛ فقد يكون المحروم أنا وقد تكون أنت، وقد يكون فلاناً أو فلانة، وقد نكون جميعاً، فالحرمان يتفاوت من شخص لآخر، ويختلف باختلاف الأحوال والأشخاص. فقد تحرم الراحة والسعادة، وقد تحرم لذة السجود والركوع، وقد تحرم قراءة القرآن وتدبر آياته، وقد تحرم كثرة الذكر والاستغفار، وقد تحرم لذة الخشوع والبكاء من خشية الله، وقد تحرم بر الوالدين والأنس بهما، وقد تحرم لذة الأخوة في الله، وقد تحرم السعادة الزوجية، وقد تحرم أكل الحلال ولذته، وقد تحرم التوبة والندم على ما فات. وقد تحرم حسن الخاتمة. فيا أخي الحبيب! ويا أختي الغالية! قد نحرم هذه الأمور كلها، وقد نحرم الكثير منها، وقد نحرم القليل، والسعيد من جمعها ووفق إليها وقليل ما هم، فإن كنت منهم فاذكر نعمة الله عليك واشكره، واعلم أن من تمام شكره النصح والتوجيه للمسلمين، فلا تحرم نفسك أجر التبليغ، فالدال على الخير كفاعله. إذاً: فقد يصيبك من الحرمان ولو القليل، فاحتمل خطابي واحتمل مناداتي لك بـ (يا أيها المحروم!) فإنما قصدت بها الشفقة والرحمة والحب والنصح، وأعوذ بالله أن أكون من الشامتين، فأنا أول المحرومين، أسأل الله عز وجل أن يحيينا حياة طيبة، وأن يتوب علينا توبة صادقة. كثير ممن ظاهرهم الصلاح محرومون، فهم لم يذوقوا حلاوة الإيمان ولا حقيقة الهداية والاستقامة، فليست الاستقامة أشكالاً ومظاهر، بل هي أعمال وسرائر. وأنتم أيضاً يا أصحاب المناصب وأهل المال والتجارة! ويا كل مهندس وطبيب وكاتب! أقول لكم جميعاً: أحسنتم يوم سهرتم وعملتم ونجحتم، ولا شك أنكم جميعاً من صناع الحياة، ومن أصحاب الأيادي البيضاء؛ لكن ما هو رصيدكم من السعادة والراحة وانشراح الصدر؟ ما حقيقة الصلة بينكم وبين الله؟ ما هو نصيبكم من حلاوة الإيمان، ولذة السجود والمناجاة، ولذة الدمعة من خشية الله عز وجل؟ إذاً: فقد يكون لكم نصيب من الحرمان، فاسمعوا يا رعاكم الله! هذه الكلمات، وإذا كان هذا هو واقع بعض الصالحين والجادين العاملين، فكيف بحال الغافلين اللاهين؟! فمن الناس من كسب الدنيا والآخرة -نسأل الله عز وجل أن نكون منهم- ومنهم من كسب الدنيا وضيع الآخرة، ومنهم من ضيع الدنيا والآخرة، وهؤلاء هم المحرومون حقاً. يحدثني أحدهم: أنه لم يركع لله ركعة، ولم يشعر بلذة الصيام يوماً من الأيام، وأنه لا يعرف عن رمضان سوى السهر والمعاكسات والنوم بالنهار. ويهمس لي آخر عن أحواله وأحوال أصحابه وجلساتهم في الليل وما يدور فيه من الخنا والفساد والضياع. وقال آخر: إنه يجلس الساعات، بل الليالي ينتقل من قناة إلى قناة لقضاء الفراغ وقتل الوقت -كما يقول- يقول عن نفسه: والحق أنني أبحث عن الشهوة وتلبية رغبات النفس الأمارة، فإذا انتهيت شعرت بندم وضيق وهم لا يعلمه إلا الله، ولا أدري إلى متى سأظل على هذه الحال من قتل العمر وتضييع الأيام، يقول: أضعت نفسي ورجولتي وإيماني ووظيفتي، وباختصار: إنني أعيش بدوامة التعاسة والشقاء، وإن كنت في الظاهر في سعادة وهناء .. إلى آخر ما قال. قلت في نفسي: صدق الله يوم أن قال: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً [طه:124]. ويصارحني آخر ودمعته تسيل على خده فيقول: إنكم مسئولون عنا أمام الله، أدركوا الشباب، مخدرات .. أفلام .. معاكسات .. سهر وغناء، ولواط وزنا، ثم يجهش في البكاء -هذه حاله والله العظيم- ويضع وجهه بين يديه وهو يقول: لقد فكرت بالانتحار عدداً من المرات! وكتب إلي أحدهم رسالة طويلة، قال في مقدمتها: قضية الشباب قضية كبيرة ومهملة وللأسف، مهملة من الجميع إلا ما شاء الله، فلا أدري من أين أبدأ في مشاكلهم المعاصرة، هل أبدأ بتضييعهم لأوقاتهم وأموالهم أو لأنفسهم أو لأمتهم. ثم عدد بعض أسرار الشباب إلى أن قال: .. هذا فيض من غيض مما يدور في أوساط الشباب من الفساد والإفساد، فضلاً عن حلق اللحى وسماع الغناء وإسبال الثياب وتبادل الأشرطة والأفلام المدمرة، وشرب الدخان ولعب الورق وتبادل أرقام الهواتف، وسباب ولعان وغيبة ونميمة وكذب، ناهيك عن ترك الصلاة، وإني بمقامي هذا -والكلام ما زال له- وإني بمقامي هذا بعد إذ نجاني الله من شبكة أعداء الإسلام التي ينصبونها لأبناء هذه الأمة وليس الخبر كالمعاينة، أقول: هذا واقع الشباب فاذهبوا وشاهدوا العجائب .. إلى آخر رسالته. وحدثتني بعض الأخوات، فتبين لي العجب من الضياع والحرمان الذي تعيشه بعض بنات المسلمين وللأسف. تقول إحداهن وقد كانت غافلة عابثة بالهاتف: أنا أعيش في محنة كبيرة شديدة لا يعلمها إلا الله، فأنام وأصحو وأنا أبكي، وقلبي يكاد يتقطع، أحس أن الدنيا ضيقة، أبكي في كل وقت وأخاف أن يكون ذلك الإحساس بضيق الدنيا قنوطاً أو يأساً من رحمة الله وأنا لا أريد ذلك، تقول: فأنا أريد أن أحقق صدق توبتي بالصبر والثقة بالله والتوكل عليه والاستعانة به، والثقة بأنه سينجيني من تلك المعصية، ويغفر لي ويعوضني خيراً، وحتى لحظة كتابتي هذه الكلمات أبكي من شدة ما أجد من ألم وتعب وضيق؛ لأن كل شيء يذكرني بالماضي، ولا أجد الراحة والاطمئنان إلا في الصلاة والدعاء وتلاوة القرآن، وهذه من الصعوبات التي تواجهني في هذه الفترة، وأسأله تعالى أن يغفر ذنوبي فقد فرطت في جنب الله وتهاونت في المعصية .. إلى أن قالت: كنت أقول في نفسي: أمعقول أن يوجد من يتوب ويرجع إلى الله بسبب محاضرة واحدة أو شريط واحد أو موقف بسيط، فالحمد لله، وأسأله أن لا يزيغ قلبي بعد إذ هداني .. وقد هداها الله بسبب حضورها لمحاضرة لإحدى الأخوات في كليتها .. إلى آخر قصتها من رسالة لطيفة بعنوان: دموع ساخنة من فتاة عائدة . ......



    هدية إلى المحرومين



    أهدي هذا الموضوع (المحرومون) إلى المحرومين من نعمة الإيمان، الفاقدين حلاوته وأنسه وطعمه. أهديه إلى المحرومين من لذة الدمعة والبكاء خشيةً وخوفاً من الله. أهديه إلى المحرومين من لذة السجود ومناجاة علام الغيوب. إلى المحرومين من لذة قراءة القرآن وتدبر آياته وتذوق معانيه. إلى المحرومين من لذة الأخوة والحب في الله. إلى المحرومين من بركة الرزق وأكل اللقمة الحلال. إلى المحرومين من بركة العمر وضياعه في الشهوات واللذات. إلى المحرومين من انشراح الصدر وطمأنينته وسعادته. إلى المحرومين من بر الوالدين والأنس بهما، والجلوس إليهما. وجماع ذلك كله أقول: أهدي هذا الموضوع إلى المحرومين من الاستقامة والطاعة والالتزام. إلى أولئك الذين أصابتهم الوساوس والشكوك، واستبد بهم الأسى والشقاء، واجتاحهم القلق والظلام، ونزلت بهم الهموم والغموم. إلى الذين حرموا زاد الإيمان ونور الإسلام. إلى البائسين ولو عاشوا في الرغد والنعيم. إلى الذين حرموا نعمة الإيمان، لقد فقدتم كل شيء، وإن وجدتم المال والجاه. إلى الذين حرموا لذة الاطمئنان وبرد الراحة. لقد فقدتم كل شيء وإن ملكتم الدنيا بأسرها. إلى الذين حرموا السعادة والأنس، وأضاعوا الطريق. إلى أولئك جميعاً أقول: اسألوا التائبين يوم ذاقوا طعم الإيمان، يوم اعترفوا بالحقيقة، والله ثم والله ما رأيت تائباً إلا وقالها، ولا نادماً إلا وأعلنها، صرخات متوجع وزفرات مذنب وآهات نادم، اختصروها بكلمات فقالوا: .. نشعر بالسعادة لحظات، وقت الشهوة فقط، وعند الوقوع في المعصية واللذة، وبعدها قلق وحيرة وفزع واضطراب، وضياع وظلام وشكوك وظنون، وبكاء وشكوى، وعُقَد وأمراض نفسية، وصدق الله عز وجل يوم أن قال: فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى [طه:123] . إذاً: فهو في أمان من الضلال والشقاء، متى؟ بالهداية، بالاستقامة، باتباع هدي الله، والشقاء ثمرة الضلال، ولو كان صاحبه غارقاً في متاع الدنيا بأسرها، فما من متاع حرام إلا وله غصة تعقبه وضيق يتبعه، ولذلك قال الله عز وجل بعد هذه الآية مباشرة: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً [طه:124]. قال ابن كثير: أي: في الدنيا، فلا طمأنينة له، ولا انشراح لصدره، بل صدره ضيق حرج لضلاله، وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء، فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك، فلا يزال في ريبة يتردد، فهذا من ضنك المعيشة. انتهى كلامه رحمه الله. فإلى المحرومين .. لماذا أعرضتم عن ذكر الله؟ لماذا حرمتم أنفسكم سماع المواعظ ومجالس الذكر؟ تدعون فلا تأتون، وتنصحون فلا تسمعون، تغفلون أو تتغافلون، بل ربما تسخرون وتهزءون؛ ولكن اسمعوا النتيجة، اسمع للنهاية المرة، اسمعي للنهاية التي لا بد منها، قال الحق عز وجل : وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً [طه:124] هذا في الدنيا، أما في الآخرة: وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى [طه:124-126]. فنسيتها.. أعرضت عنها.. أغفلتها.. تناسيتها.. إذاً: فالجزاء من **1** العمل، وكما تدين تدان وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى [طه:126]. فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا [الأعراف:51] فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ [السجدة:14]. نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمْ الْفَاسِقُونَ [التوبة:67].







    أيها المحرومون



    أيها المحرومون .. لماذا نسيتم لقاء ربكم؟ لماذا هذا الإعراض العجيب؟! إنكم حرمتم أنفسكم، فحرمتم السعادة والراحة والاستقرار النفسي، لماذا نسيتم وتناسيتم ما قدمت أيديكم؟ لماذا غفلتم؟ ولماذا غفلنا عن المعاصي والذنوب؟ اسمع لقول الحق عز وجل: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ [الكهف:57]. ونسي ما قدمت يداه.. أين النفس اللوامة؟ أين استشعار الذنب؟ أين فطرة الخير؟ أين القلب اللين الرقيق؟ أين الدمعة الحارة؟ اسمعوا وعوا: إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا [النبأ:40]. يقسم بعض التائبين -كما أسلفت- أنه ما ركع لله ركعة، وما سجد لله سجدة، فأي حرمان بعد هذا الحرمان؟! أي حرمان بعد هذا الحرمان؟!!
    عفوك اللهم عنا خير شيء نتمنى

    رب إنا قد جهلنا في الذي قد كان منا

    وخطينا وخطلنا ولهونا وأسأنا

    إن يكن رب خطئنـا ما أسأنا بك ظنا

    فأنلنـا الختم بالحسـ ـنى وإنعاماً ومنا
    أيها المحرومون! لا راحة للقلب ولا استقرار إلا في رحاب الله، إلا في الهداية، إلا في الاستقامة والالتزام بأوامر الله، يتصور بعض المحرومين والمحرومات أن الراحة والسعادة في المال والمنصب والسفر إلى الخارج. ذكرت جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 21/4/1415هـ نقلاً عن مذكرات زوجة الرئيس الأمريكي السابق (جورج بوش)، قالت: إنها حاولت الانتحار أكثر من مرة، وقادت السيارة إلى الهاوية تطلب الموت، وحاولت أن تختنق للتخلص من همومها وغمومها . ويذكر التاريخ لنا أن علي بن المأمون العباسي، ابن الخليفة، كان يسكن قصراً فخماً وعنده الدنيا مبذولة ميسرة، فأطل ذات يوم من شرفة القصر فرأى عاملاً يكدح طيلة النهار، فإذا أضحى النهار توضأ وصلى ركعتين على شاطئ دجلة، فإذا اقترب الغروب ذهب إلى أهله، فدعاه يوماً من الأيام فسأله، فأخبره أن له زوجة وأختين وأماً يكدح لهن، وأنه لا قوت له ولا دخل إلا ما يتكسبه من السوق، وأنه يصوم كل يوم ويفطر مع الغروب على ما يحصل، قال ابن الخليفة: فهل تشكو من شيء؟ قال العامل: لا، والحمد لله رب العالمين، فترك ابن الخليفة القصر، وترك الإمرة وهام على وجهه ووجد ميتاً بعد سنوات عديدة، وكان يعمل في الخشب جهة خراسان. فيا سبحان الله! من الإمارة إلى النجارة، لأنه وجد السعادة في عمله هذا، ولم يجدها في القصر.





    أنواع المحرومين




    ......
    محرومون من لذة الصلاة



    إن من المحرومين من قال الله عنهم: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً [مريم:59] فأي حرمان بعد إضاعة الصلاة؟ أقسم لي شاب: إنه لم يسجد لله سجدة إلا مجاملة أو حياء. فأقول: أيها المحروم! إنه الكفر والضلال: (إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر) كما عند الترمذي والنسائي وأحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) كما عند مسلم في صحيحه. مسكين أنت أيها المحروم! يوم أن قطعت الصلة بينك وبين الله، إنها مفتاح الكنز الذي يفيض سعادة وطمأنينة، إنها اللمسة الحانية للقلب الـمتعب المكدود، إنها زاد الطريق، ومدد الروح، وجلاء القلوب، إن ركعتين بوضوء وخشوع وخضوع كفيلتان أن تنهي كل هذا الهم والغم والكدر والإحباط. إن من أسباب سعادة المؤمنين ما أخبر الله عنه بقوله: وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً [الإسراء:109] . وقوله: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ [الزمر:9] . من أجمل لحظات الدنيا وأسعدها يوم أن يسجد العبد لمولاه؛ يدعوه ويناجيه .. يخافه ويخشاه .. قيام وسجود، وبكاء وخشوع، فيتنور القلب، وينشرح الصدر، وتشرق الوجوه، قال عز وجل: سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ [الفتح:29]. أما المحروم.. فظلام القلب، وسواد الوجه، وقلق في النفس، هذا في الدنيا، وفي الآخرة يقول الله عنهم: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ [القلم:42-43] حرموا من السجود في الآخرة؛ لأنهم كانوا يدعون إلى السجود في الدنيا فيتشاغلون ويتكبرون ويسخرون، أي فلاح وأي رجاء وأي عيش لمن انقطعت صلته بالله، أو قطع ما بينه وبين وليه ومولاه الذي لا غنى له عنه طرفة عين؟! فلا تعلم نفس ما في هذا الانقطاع من أنواع الآلام والعذاب. مسكين أيها المحروم! كيف تريد التوفيق والفلاح، والسعادة والنجاح، وأنت لا تصلي، قد قطعت الصلة ما بينك وبين الله؟! اسمع لقول الله عز وجل : وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ [البقرة:45] واسمع لقول الحق عز وجل : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2] سجود المحراب، واستغفار الأسحار، ودموع المناجاة سيماء يحتكرها المؤمنون، ولئن توهم المحروم جناته في الدينار والنساء والقصر المنيف، فإن جنة المؤمن في محرابه. إن من المحرومين من إذا ذُكِّر بالصلاة سخر واستهزأ، وفي هؤلاء يقول الحق عز وجل : وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ [المائدة:58] ويقول: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ [المطففين:29] أي: في الدنيا وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ [المطففين:30] ولكن السعيد من يضحك في النهاية، ولذلك قال الله تعالى: فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ [المطففين:34]. إن المتهاون بالصلاة حرم خيراً كثيراً، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له برهان ولا نور ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون و هامان وفرعون وأُبي بن خلف ) والحديث أخرجه أحمد و الدارمي وقال الهيثمي في المجمع : رواه أحمد و الطبراني في الكبير و الأوسط ورجال أحمد ثقات، وقال المنذري : إسناده جيد، قلت: فيه رجل لم يوثقه إلا ابن حبان . أيها المحروم! حرمت نفسك أجمل لحظات الدنيا؛ لحظات السجود وتمريغ الجبين للرب المعبود، حرمت نفسك أعظم اللذات، لذة المناجاة، لذة التذلل والخضوع، إنك تملك أغلى شيء في هذا الوجود، تملك كنزاً من كنوز الدنيا! الصلوات الخمس، الثلث الأخير من الليل، ساعات الاستجابة .. اسأل المصلين الصادقين، اسألهم ماذا وجدوا، اسألهم ولا تتردد، سيجيبونك بنفوس مطمئنة راضية ذاقت حلاوة الدنيا وأجمل ما فيها، سيقولون: أكثر الناس هموماً وغموماً وكدراً المتهاونون المضيعون للصلاة.








    .
    فيصل
    فيصل
    هجيري مميز
    هجيري مميز


    ذكر
    عدد الرسائل : 61
    العمر : 36
    تاريخ التسجيل : 05/07/2009

    المحرومون ......المحرومون Empty رد: المحرومون ......المحرومون

    مُساهمة  فيصل الإثنين يوليو 13, 2009 12:24 am

    السيف شكرا لك موضوعك مثير
    الفهد
    الفهد
    هجيري متفاعل
    هجيري متفاعل


    ذكر
    عدد الرسائل : 30
    العمر : 29
    تاريخ التسجيل : 05/07/2009

    معلومات العضو
    الحياة:
    المحرومون ......المحرومون Left_bar_bleue50/50المحرومون ......المحرومون Empty_bar_bleue  (50/50)
    حبك للمنتدى ؟؟:
    المحرومون ......المحرومون Left_bar_bleue50/50المحرومون ......المحرومون Empty_bar_bleue  (50/50)

    المحرومون ......المحرومون Empty رد: المحرومون ......المحرومون

    مُساهمة  الفهد الثلاثاء يوليو 14, 2009 1:06 pm

    جزاااك الله خير اخوي السيف
    الفهد
    الفهد
    هجيري متفاعل
    هجيري متفاعل


    ذكر
    عدد الرسائل : 30
    العمر : 29
    تاريخ التسجيل : 05/07/2009

    معلومات العضو
    الحياة:
    المحرومون ......المحرومون Left_bar_bleue50/50المحرومون ......المحرومون Empty_bar_bleue  (50/50)
    حبك للمنتدى ؟؟:
    المحرومون ......المحرومون Left_bar_bleue50/50المحرومون ......المحرومون Empty_bar_bleue  (50/50)

    المحرومون ......المحرومون Empty رد: المحرومون ......المحرومون

    مُساهمة  الفهد الثلاثاء يوليو 14, 2009 1:06 pm

    جزاااك الله خير اخوي السيف
    فقدتك
    فقدتك
    هجيري مشرف
    هجيري مشرف


    انثى
    عدد الرسائل : 681
    العمر : 39
    تاريخ التسجيل : 30/05/2008

    معلومات العضو
    الحياة:
    المحرومون ......المحرومون Left_bar_bleue50/50المحرومون ......المحرومون Empty_bar_bleue  (50/50)
    حبك للمنتدى ؟؟:
    المحرومون ......المحرومون Left_bar_bleue50/50المحرومون ......المحرومون Empty_bar_bleue  (50/50)

    المحرومون ......المحرومون Empty رد: المحرومون ......المحرومون

    مُساهمة  فقدتك الثلاثاء يوليو 14, 2009 2:03 pm

    يعطيك العافيه يالسيف موضوع رائع كروعتكـ..


    تقبل مروري,,,فقدتكـ
    المهند
    المهند
    هجيري مميز
    هجيري مميز


    ذكر
    عدد الرسائل : 163
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 31/05/2008

    المحرومون ......المحرومون Empty رد: المحرومون ......المحرومون

    مُساهمة  المهند الثلاثاء يوليو 14, 2009 6:48 pm

    إلى أن قالت: كنت أقول في نفسي: أمعقول أن يوجد من يتوب ويرجع إلى الله بسبب محاضرة واحدة أو شريط واحد أو موقف بسيط، فالحمد لله، وأسأله أن لا يزيغ قلبي بعد إذ هداني .. وقد هداها الله بسبب حضورها لمحاضرة لإحدى الأخوات في كليتها

    سبحان الله تتعدد الأسباب بالتوبه والرجوع الى الله اعتقد السبب في طيب معدن وتربية المسلمين...

    السيف انت شيخنا تقول الهجير حيااك الله ونسأل لك الثبات والقبول
    مذهله
    مذهله
    هجيري مشرف
    هجيري مشرف


    انثى
    عدد الرسائل : 1242
    العمر : 38
    تاريخ التسجيل : 06/06/2008

    معلومات العضو
    الحياة:
    المحرومون ......المحرومون Left_bar_bleue50/50المحرومون ......المحرومون Empty_bar_bleue  (50/50)
    حبك للمنتدى ؟؟:
    المحرومون ......المحرومون Left_bar_bleue50/50المحرومون ......المحرومون Empty_bar_bleue  (50/50)

    المحرومون ......المحرومون Empty رد: المحرومون ......المحرومون

    مُساهمة  مذهله الخميس يوليو 16, 2009 4:12 am

    الله يعطيك العافيه على طرحك
    لك شكري وتقديري
    مودتي
    المتيم
    المتيم
    هجيري متفاعل
    هجيري متفاعل


    ذكر
    عدد الرسائل : 45
    العمر : 42
    تاريخ التسجيل : 16/07/2009

    المحرومون ......المحرومون Empty رد: المحرومون ......المحرومون

    مُساهمة  المتيم الإثنين يوليو 20, 2009 10:47 pm

    جزاك الله خير وما قصرت اخوي السيف والله يجزاك الجنه

    موضوع في قمة الروعه

    تقبل مروري
    منتظر حبي
    منتظر حبي
    هجيري مميز
    هجيري مميز


    ذكر
    عدد الرسائل : 80
    العمر : 33
    تاريخ التسجيل : 04/06/2008

    المحرومون ......المحرومون Empty رد: المحرومون ......المحرومون

    مُساهمة  منتظر حبي الجمعة أغسطس 07, 2009 9:45 am

    يعطيك العافيه أخوي السيف...

    لاعدمنآك انت ومواضيعك الأكثر
    من رائعه



    دمت بود،،

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 3:34 pm