¨°°o°°¨]§[° منتديات هجير الجوف °]§[¨°°o°°¨

أهلا وسهلاً بك من جديد في هجير الجوف ،،، أنت غير مسجل لدينا ،، تفضل بتسجيل الدخول أو الإشتراك ...

حياك الله ...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

¨°°o°°¨]§[° منتديات هجير الجوف °]§[¨°°o°°¨

أهلا وسهلاً بك من جديد في هجير الجوف ،،، أنت غير مسجل لدينا ،، تفضل بتسجيل الدخول أو الإشتراك ...

حياك الله ...

¨°°o°°¨]§[° منتديات هجير الجوف °]§[¨°°o°°¨

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
 ::. تجديدات واسعة على منتديات هجير الجوف بمناسبة مرور ثلاث سنوات على انشاء المنتدى .:: | ::. أهلاً وسهلاً بكم وعلى الرحب والسعة .:: | ::. للإعلان أو الطلبات يرجى التواصل عبر الإيميل التالي walhanfek@hotmail.com 

2 مشترك

    كل نفس ذائقة الموت

    السيف
    السيف
    هجيري جديد
    هجيري جديد


    ذكر
    عدد الرسائل : 16
    العمر : 29
    تاريخ التسجيل : 11/07/2009

    كل نفس ذائقة الموت Empty كل نفس ذائقة الموت

    مُساهمة  السيف السبت أغسطس 15, 2009 6:45 am


    كل نفس ذائقة الموت

    للشيخ\ابن عباس
    من مواضع الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم



    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا. وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، أراد ما العباد فاعلوه ولو عصمهم لما خالفوه، ولو شاء أن يطيعوه جميعا لأطاعوه. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، آخر الأنبياء في الدنيا عصراً، وأرفعهم وأجلهم يوم القيامة شأناً وذكراً، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب:21]. ثم انه صلى الله عليه وسلم بعد أن أدبه ربه بالوقوف بين يديه في الليل ألبسه جل وعلا في النهار أعظم الأخلاق، وأكمل الصفات، وهداه إلى أفضل الطرائق، فتجمل بها صلى الله عليه وسلم كلها، فهو في بيته خير زوج، وهو لأحفاده خير جد، وهو لأمته أعظم قائد، وهو في المسجد أجل إمام، وأفصح خطيب، وهو صلى الله عليه وسلم في ذلك كله عبد متواضع لله، يعرف فضل الله جل وعلا عليه قال: (لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم إنما إنا عبد لله فقولوا: عبد الله ورسوله) صلوات الله وسلامه عليه. فإذا رحمت فأنت أم أو أب هذان في الدنيا هما الرحماء وإذا أخذت العهد أو أعطيته فجميع عهدك ذمة ووفاء وإذا قضيت فلا ارتياب كأنما جاء الخصوم من السماء قضاء وإذا بنيت فخير زوج عشرة وإذا ابتنيت فدونك الآباء وإذا حميت الماء لم يورد ولو أن القياصر والملوك ظماء أنصفت أهل الفقر من أهل الغنى فالكل في دين الإله سواء فلو إن إنساناً تخير ملة ما اختار إلا دينك الفقراء والمصلحون أصابع جمعت يدا هي أنت بل أنت اليد البيضاء صلى عليك الله ما صحب الدجى حاد وحنت بالفلا وجناء واستقبل الرضوان في غرفاتهم بجنان عدن آلك السمحاء ......



    ترك الكبر



    9*99 أحد لا يجوز فعله إلا للواحد الأحد، قال الله جل وعلا لنبيه كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ [العلق:19]. فكلما تذلل الإنسان بين يدي الله اقترب من الله، فإن لبس -عياذ بالله- رداء من الكبر فإنه يكون أبعد ما يكون عن الله مصروفاًَ عن آيات الله لا يعبأ الله جل وعلا به. وقف الصحابي الجليل عبد الله بن عمر يبكي بعد أن خاطبه عبد الله بن عمرو بن العاص ، فقيل له: ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن قال: إن هذا -وأشار إلى عبد الله بن عمرو بن العاص - أخبرني أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من الكبر). وما عصى إبليس ربه إلا عندما استقر في قلبه الكبر، قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [الأعراف:12]، فأعظم القضايا الاجتماعية، أو أعظم ما ينبغي أن يتخلص المؤمن منه، وهو يخالط إخوانه المؤمنين أن ينزع عن نفسه رداء الكبر، والإنسان لو ترك على سجيته لبقي يحب أن يعظم ويمدح ويثنى عليه، ويرى الناس حوله صغاراً، لكنه إذا ألجم نفسه بلجام التقوى، وعلم أن مرده إلى الله، خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ [النحل:4] .. وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ [يس:78-79]. أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ [يس:81]. إذا علم الإنسان أنه عبد مخلوق من لحم ودم وعصب، وأن مرده إلى الله، وستؤويه حفرة، وسيسأله الملكان، وأنه لا يملك لنفسه ضراًَ ولا نفعاً، ولا موتاً ولا حياة ولا نشورا، وأنه لن يأخذ إلا ما أعطاه الله، ولن يتقي إلا ما وقاه الله، جفت الأقلام وطويت الصحف بذلك، فإذا عرف ذلك كله عرف قدره، وتواضع لله كما تواضع الأخيار من الأتقياء والأبرار، من الأنبياء والمرسلين، ومن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا.







    ترك الحسد



    فالكبر أيها المؤمنون رداء ينبغي لكل مؤمن أن ينزعه من نفسه. وكما ينزع الإنسان الكبر عن نفسه ينزع داء الحسد، فإن الله جل وعلا جعل هذه القلوب أوعيه، وأعظم القلوب قرباً من الله من سلمت من الشرك وعمرت بالتوحيد، وسلمت من البدعة وعمرت بالسنة، وسلمت من الحسد وعمرت بالمحبة للغير، ومعرفة قدر الناس، وإنزال الناس منازلهم. هذا هو المؤمن الموفق المسدد، والحسد مركب في كل جسد، لكن الله لا يحاسب على أنه موجود في أجسادنا، إنما يحاسب إذا أثمر ذلك الحسد قولاً أو فعلاً حرمه الله أو حرمه رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا جاءت الاستعاذة منه مقيدة في كتاب الله، قال الله جل وعلا: وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ [الفلق:5]، ولم تأت على إطلاقها. وإبليس حسد أبانا آدم على ما أفاء الله عليه مع الكبر الذي في قلبه، و قابيل حسد أخاه هابيل لما قبل الله قربان الثاني ولم يقبل قربانه، فكان ذلك الحسد في قلبه سبباً لقتله لأخيه، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ [المائدة:29]. ونبيكم صلى الله عليه وسلم، لم يكن يحمل في قلبه الحسد؛ لأنه يعلم أن الله وحده هو الذي يخفض ويرفع، وهو الذي يعطي ويمنع، وهو الذي يقطع ويصل جل جلاله، والإنسان إذا رأى نعمة من نعم الله على غيره لا يشتغل بذلك الغير، إنما يسأل الذي وهبه أن يهبه مثلها، فسل الله، فالله جل وعلا يحب الملحين عليه بالسؤال، وبني آدم لو سألته يغضب. والمقصود أيها المؤمنون أنه ينبغي للمؤمن أن يوطن نفسه أن لا يكون في قلبه حسد على المؤمنين، قال صلى الله عليه وسلم يدعو إلى المحبة والألفة بين هذه الأمة: (لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)، وهذه الأخير مردها إلى الأول، وهو رداء الكبر الذي بيناه. والمؤمن إذا كان عظيم الثقة بالله يحسن الظن بربه ويعلم أن المقادير بيد الله قلما يكون في قلبه حسد، أما إن كان لا يعرف ربه إلا قليلا كان يغلب عليه الظن أن العطايا مردها إلى أمور مادية وليس مردها إلى العلي الكبير، فيستوطن الحسد في قلبه عياذاً بالله، والحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، وهو في الأقران أكثر، وفي النساء أشد، لكن ينبغي على كل مؤمن ومؤمنة أن يوطن نفسه، أو توطن المرأة نفسها ألا يكون في قلبها حسد لإخوانها أو أخواتها المؤمنات.







    ترك الظلم



    ثالث ما ينبغي أن يتداركه الظلم. والله جل وعلا حرم الظلم على نفسه، وجعله بين عباده محرما، وقد بعث صلى الله عليه وسلم حبيبه معاذ بن جبل إلى اليمن وهم يومئذ أهل كفر، قال له: (واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب). وكم يقع الظلم ما بين صاحب العمل والأجير الذي يعمل عنده، أو بين الرئيس والموظفين الذين بين يديه، أو بين رب البيت مع زوجاته، وكم يقع من الزوجة مع الخادمات في البيت، كم يقع من المعلم إلى طلابه، كم يقع الظلم في البيع والشراء؟ كم يقع الظلم على هيئة ألفاظ وأقوال ولا يشعر الإنسان بها، ويخطها أحد الملكين والآخر يشهد عليها، ويوم القيامة يجد كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها. وأعظم الظلم أن يظن الإنسان أنه بظلمه يصنع خيراً، قال الله جل وعلا: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا [الكهف:103-104]. روى الإمام البخاري رحمه الله في كتابه التاريخ الكبير بسنده عن محمد بن سيرين رحمه الله قال: كنت عند الكعبة فسمعت رجلا يقول: اللهم اغفر لي وإن كنت أظن أنك لن تغفر لي، فقال له محمد : يا هذا ما سمعت أحداً يدعو بمثل دعوتك هذه. فقال صاحب الدعوة: إنك لا تدري ما خبري، إنني كنت قد أعطيت الله عهداً أنني إذا تمكنت من عثمان بن عفان لطمته على وجهه ولحيته، فقتل عثمان قبل أن ألطمه، فلما وضع عثمان على سريره في بيته، وجاء الناس يصلون عليه، دخلت في زمرة من يصلي على عثمان ، حتى وجدت خلوة فكشفت عن وجهه وكفنه ولطمته تحقيقاً لعهدي، فما رفعت يدي إلا قد شلت ويبست كأنها خشبة. قال ابن سيرين : فأنا رأيت يده يابسة كأنها عود! وتأمل يا أخي أن الإنسان أحياناً يصل في الضلالة إلى أن يعطي الله عهداً على أن يؤذي مؤمناً، وهذا ممن قال الله فيهم: أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا [فاطر:8]. يأتـي للأمر ويزعم أنه قربة إلى الله، وهو لا يقود إلا إلى الضلال المبين، ولا يقود إلا إلى الهلاك؛ لأنه معارض لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. والذين قتلوا عثمان رضي الله عنه وأرضاه قتلوه وهم يزعمون أنهم يتقربون إلى الله جل وعلا بقتله، لأنهم لما غلبت عليهم أزمة الشبهات حرموا من نعمة العقل والهداية والتوفيق فقادتهم تلك الشبهات إلى ما قادتهم إليه. وغاية الأمر أن تعلم أن الظلم من أعظم ما يعجل الله جل وعلا به العقوبة في الدنيا والآخرة، والإنسان إذا كان يعرف المعنى الحقيقي للوقوف بين يدي الله، تخلص من مظالم الناس، ولم يقع منه مظلمة في دينار ولا درهم، قال الله جل وعلا: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء:47]. ويقول الله جل وعلا: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [عبس:34-37]. لماذا يفر المرء من هؤلاء، إن الإنسان يوم القيامة لا يفر ممن لا يعرفه، إنما يفر ممن يعرفه، وهذا والله من دقائق العلم وفرائد الفوائد، وذلك لأن الشخص الذي لا تعرفه يسكن في مكان ناء عنك قلما أن تكون قد ظلمته. لكن الذي يخالطك أنت عرضة إلى أن تظلمه، فإذا جاء يوم القيامة، ورأى الرجل أحداً كان يخالطه ويعرفه يفر منه، خوفاً من أن يكون قد ظلمه في الدنيا فيأخذ من حسناته، وهو أحوج ما يكون يومئذ إلى الحسنات، فيكون فرار الإنسان عن خلطائه، عن أمه، عن أبيه، عن إخوته، عن عشيرته، عن جيرانه؛ لأنه يخشى أن يكون قد أخطأ في حقهم، ويوم القيامة لا دينار ولا درهم، وإنما هي حسنات وسيئات، وكل أحد أحوج ما يكون إلى شعرة من حسنة، فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ [الأعراف:8-9].







    ترك الخوض في أعراض الناس



    مما ينبغي على المؤمن أن يكون لسانه بعيداً عن الخوض في أعراض المؤمنين. نبينا صلى الله عليه وسلم وقف على ناقته يوم عرفة يقول: (إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا)، والله عز وجل يقول: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [الإسراء:36]. ويقول صلى الله عليه وسلم في تربيته لـمعاذ : (ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، -أو قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم). وجميل من المرء أن يتحلى بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يكن فاحشاً ولا متفحشا ولا سباباً ولا لعانا، وإنما كان صلى الله عليه وسلم جميل القول، مهذب النطق، أحسن الله جل وعلا تعهده وتربيته. تقول أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضها في وصفه لـهشام يا بني أقرأت القرآن؟ قال: نعم، قالت: (كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن). هذه أربع أو خمس صفات مما ينبغي على المرء أن يجتنبه، وليست القضية في التخلية بل لا بد من التحلية، كما نتخلى عن ما حرم الله ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، نتحلى بتلك الأخلاق الكرام، والصفات العظام التي كان يتحلى بها نبينا صلوات الله وسلامه عليه.







    إطعام الطعام



    ومن أعظم الخصال بذل الندى، وإطعام الجائع، فإن سادة الناس في الدنيا الأسخياء، وسادتهم يوم القيامة الأتقياء، وإذا كان الإنسان يبذل نداه، ويقري ضيفه، ويكرم جاره كان قريبا من الله قريباً من هدي رسوله صلى الله عليه وسلم. حج يزيد بن المهلب فلما قدم إليه الحلاق في يوم النحر حلق له رأسه، فأعطاه يزيد ألف دينار، وهي لا تعطى في العادة لمن يحلق، فقال له الحلاق: دعني حتى أخبر أمي، فرحاً أنه أعطي هذا المبلغ، فقال يزيد لخادمه: أعطه ألفاً أخرى، فقال الحلاق: والله لا أحلق لأحد بعدك، فقال يزيد : أعطوه ألفاً ثالثة. والمقصود أن التاريخ حفظ لـيزيد بن المهلب هذا العطاء، وأكرم منه من تأسى به يزيد وهو رسولنا صلوات الله وسلامه عليه، فقد كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر عليه الصلاة والسلام. جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وأرضاه أيام خلافته، فقال: يا أمير المؤمنين جزيت الجنة أكسو بنياتي وأمهنه وكن لنا من الزمان جنة أقسمت بالله لتفعلنه قال عمر : وإن لم أفعل يكون ماذا؟ قال: إذاً أبا حفص لأمضينه! قال: وإن مضيت يكون ماذا؟ قال: إذاً أبا حفص لتسألنه يوم تكون الأعطيات جنة وموقف المسئول بينهنه إما إلى نار وإما الجنة فخلع عمر رضي الله عنه قميصه وبكى حتى بلل لحيته وأعطاه القميص وهو يقول: خذه فوالله الذي لا اله إلا هو ما أملك غيره. والمقصود أن نبيكم صلى الله عليه وسلم حث على إطعام الطعام وقال الله من قبل: فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ [البلد:11-15] أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ [البلد:16]. وقال عن أوليائه الصالحين: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا [الإنسان:8-9].



    hajeer
    hajeer
    طاقم الإدارة - مؤسسي المنتدى
    طاقم الإدارة - مؤسسي المنتدى


    انثى
    عدد الرسائل : 430
    العمر : 54
    تاريخ التسجيل : 30/05/2008

    كل نفس ذائقة الموت Empty رد: كل نفس ذائقة الموت

    مُساهمة  hajeer السبت أغسطس 15, 2009 7:25 am



      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 5:37 pm